يوما بعد آخر تزداد خسائر الشركات التي تعرضت لحملة مقاطعة شعبية عربية وحتى غربية بفعل دعمها أو وقوف دولها بجانب العدوان الإسرائيلي الوحشي، على غزة والذي نتج عنه استشهاد وإصابة عشرات الآلاف من المدنيين العزل غالبيتهم من النساء والأطفال وتشريد قرابة مليون و600 ألف فلسطيني.

إذ استمرت الدعوات الشعبية إلى المقاطعة وطرد جميع فروع الشركات الداعمة للعدوان، هذه الدعوات أثمرت بشكل غير مسبوق وبدأ ينخفض بشكل كبير الإقبال على المطاعم أو المقاهي الرئيسة مثل ستاربكس وماكدونالدز وبيبسي كوكاكولا وكنتاكي.

وقالت رويترز إن الشعوب العربية تقول: “أقل ما يمكننا فعله هو ألا نشعر بأن أيادينا ملطخة بالدماء”

وكانت سلسلة مطاعم “ماكدونالدز” الأكثر استهدافا بحملة مقاطعة إسرائيل في العالم العربي، بحسب وكالة رويترز، وذلك بعد إعلان “ماكدونالدز الأم” تقديم وجبات غذائية مجانية لجنود الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب شركة ستاربكس التي هاجمت نقابة عمالها، في بيان، على خلفية نشرها بيانا تضامنيا مع فلسطين.

إذ تبرعت شركة ماكدونالدز بعشرات الآلاف من الوجبات المجانية لجيش الاحتلال الإسرائيلي وقوات الأمن والمستوطنات اليهودية.

ووفقا لموقع بزنس إنسايدر الأمريكي Business insider فإن ماكدونالدز تبرعت ب 4000 وجبة يوميا لجنود الاحتلال والمستوطنين اليهود وكما وتقدم خصم 50% للشرطة الإسرائيلية.

وكالة رويترز نقلت عن مكاتب ماكدونالدز الرئيسية في مصر أن مبيعات الفرع المصري في أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني الماضيين انخفضت بنسبة 70% على الأقل مقارنة بنفس الشهرين من العام الماضي 2022.

وفي ماليزيا أيضاً، ذكر عامل في مطعم ماكدونالدز بمدينة بوتراجايا، أن الفرع الذي يعمل به يستقبل عددا أقل من العملاء بنسبة 20%.

لقد هبط سهم مجموعة شركات ماكدونالدز بنحو 1.89% من قيمته السوقية ببورصة نيويورك، وفقد السهم 4 دولارات من سعره ليسجل 246.18 دولار مقابل سعر افتتاح 251.38 دولارا.

وفي منطقة الخليج، دفعت الاستجابة لحملة مقاطعة إسرائيل في الكويت وقطر وعمان، “ماكدونالدز العالمية”، ووكلاءها إلى إصدار بيان، في مطلع الشهر الماضي، ينفي دعم سلسلة المطاعم الشهيرة أي “طرف من الصراع الدائر حالياً في الشرق الأوسط”.

فبعد الخسائر الجسيمة لماكدونالدز سارعت الشركة الأم بتلميع أفرعها في الدول العربية حيث صرحت بأن أفرعها في مصر والسعودية والدول الأخرى هي أفرع عربية تماما مملوكة لشخصيات عربية وأن فرع ماكدونالدز في إسرائيل كان الأمر اجتهادا وتصرفا شخصيا منه ولا علاقة للشركة الأم أو الأفرع العربية بما قام به..

الخسائر لم تعصف بـ”ماكدونالدز”، وحدها فـ “ستاربكس” أيضا تكبدت أسهمها سلسلة قياسية من الخسائر مع كثرة مخاوف مستثمريها من تزايد حدة التراجع التي أصابت مبيعات شركة القهوة العملاقة حيث تمتلك أكثر من 35 ألف فرع حول العالم في 86 دولة، من بينها أكثر من 9 آلاف فرع في الولايات المتحدة الأميركية وحدها، لذلك أنشأ العاملون بها نقابة لهم تمثلهم أمام إدارة الشركة.

خلال 20 يوما تلاشى نحو عُشر القيمة السوقية للشركة بما يعادل 12 مليار دولار تقريباً وسط حملات مقاطعة شعبية على خلفية حرب إسرائيل على غزة، فضلا عن تأثير استمرار إضراب الموظفين طلبا لتحسين بيئة العمل والأجور، وضعف النشاط الترويجي بحسب وكالة بلومبيرغ الأميركية، ووفقاً لتقرير الوكالة فإن سهم شركة ستاربكس تراجع بنحو 11% من مستوى 107.21 دولارات في 16 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 95.54 دولارا بنهاية تعاملات 5 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

كذلك أشارت بيانات المبيعات إلى تباطؤ واضح في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بينما كانت قد حققت نمواً قوياً في المبيعات بنسبة 8% في الربع المالي الأخير لها، حسب مذكرة لبنك “جيه بي مورغان” الأميركي.

ووفقاً لموقع إيكونوميك تايمز فإن شركة ستاربكس فرع مصر دأبت على تقليص حجم قوتها العاملة بسبب عاصفة خسائر المقاطعة والضائقة المالية التي واجهتها.

ففي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أبدت ستاربكس تأييداً للاحتلال الإسرائيلي، ورفعت إدارة الشركة دعوى قضائية ضد نقابة العاملين بها، والتي تحمل اسم “اتحاد عمال ستاربكس”، بحجة استخدامهم غير السليم للعلامة التجارية للشركة، في أعقاب نشر النقابة منشوراً مؤيداً لفلسطين حيث اقتبس هذا المنشور صورة تظهر جرافة تابعة للمقاومة الفلسطينية تقتحم السياج الأمني الذي يحيط بقطاع غزة، حيث اخترقت المقاومة الفلسطينية السياج الأمني، لتنفيذ عملية “طوفان الأقصى”، ردًا على الاعتداءات التي طالت المسجد الأقصى من قبل المستوطنين تحت حماية قوات الاحتلال، فكل هذه الاحداث التي واجهت سلسلة مقاهي ستاربكس، ألحق بها الهزائم الاقتصادية، كذلك أثرت سوق الأسهم بشدة على “ستاربكس” في وقت تواجه فيه الشركة قضايا مجتمعية معقدة، مما جعل المستثمرين يتراجعون عن فكرة تملك أسهم الشركة، ودفع أسهمها إلى أطول سلسلة خسائر منذ أول طرح لها بأسواق المال في عام 1992 كما أوضحت مجلة “نيوزويك” الأميركية.

شركة كوكاكولا هي الأخرى تكبدت خسائر فادحة بلغت أكثر من 600 مليون دولار معها شركة بيبسي بسبب دعمهما لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وفقد سهم شركة كوكاكولا 1.68% من قيمته السوقية ليسجل سعر السهم 52.8 دولار، مقارنة بقيمة فتح 53.76 دولار.

في خطوة صادمة للشركات الأجنبية، بيان صادر عن البرلمان التركي، أنه تقرر عدم بيع جميع منتجات الشركات الداعمة لإسرائيل، في مطاعم ومقاهي مجمع البرلمان، إذ اتخذ رئيس المجلس نعمان قورتولموش القرار، دون أن يشير البيان إلى اسم الشركات التي سيتم منع منتوجاتها، ونقلاً عن وكالة الأناضول، قال رئيس البرلمان التركي:

“إن البرلمان قرر عدم استعمال أي منتج من منتوجات الشركات “الداعمة للعدوان الإسرائيلي” حيث لاحظ أعضاء البرلمان في وقت لاحق أن منتوجات شركتي كوكاكولا ونستلة لم تعد مدرجة على القائمة.

في ظل العواصف المؤلمة التي عصفت بالشركات الأجنبية الداعمة للعدوان الإسرائيلي مما دفع الشركات إلى الإعلان عن تخفيضات بالأسعار على منتوجاتها وعروض مغرية للزبائن حيث ذكر مجموعة تجار لـ “القاهرة 24″، متعاملون مع شركة “بيبسي مصر” أن الشركة أقرّت خصومات كبيرة على الأسعار، فضلًا عن تخفيضات للتجار خلال كانون الأول/ديسمبر على مشروبات “بيبسي” و”فيروز”، بعد حملات المقاطعة مؤخراً.

سلسلة مطاعم دجاج كنتاكي كان لها نصيب أيضا من سلسلة خسائر المقاطعة الشعبية، فقد تكبدت خسائر كبيرة وأغلقت فروعا لها في الدول العربية ففي سلطنة عُمان أغلقت فروعها بعد تكبدها خسائر كبيرة نتيجة المقاطعة الشعبية في السلطنة.

وفي مدينة الكويت العاصمة، كانت سبعة فروع من ستاربكس وماكدونالدز وكنتاكي خالية من الزبائن.

أيضا آخر حملات المقاطعة الشعبية كانت من نصيب العلامة التجارية الإسبانية “زارا” “zara” بسبب تصاميم تشكيلتها الجديدة التي أطلقتها الأسبوع الماضي، واعتبرها ناشطون مستوحاة من العدوان في غزة وداعمة للاحتلال.

حيث ظهرت صور لعارضة أزياء وهي تحمل كفن(موتى)، وفي صورة أخرى ظهرت من داخل صندوق محطم وكأنه تابوت وأمامها ما يظهر جثة في كيس موتى.

ضج الغضب الشعبي أمام هذا الإعلان وانتشرت دعوات مقاطعة لمنتوجات زارا على نطاق واسع، هاشتاك باللغة العربية والإنجليزية”#مقاطعة_زارا #boycottzara

وفي بعض الدول العربية، رمى بعض الناشطين ألبستهم من “زارا” في سلة القمامة، وأمام هذا الغضب الشعبي العارم سارع حساب “زارا” إلى حذف المنشور ومنشورات أخرى، فيما يبدو خوفاً من الخسائر الجسيمة على غرار ماكدونالدز وستاربكس وكنتاكي وبيبسي كوكاكولا.

يقول “تييري بوكارت” الخبير في مجال الإشهار والتسويق، إن المقاطعة عملية فعالة جداً، ولها “جانب قصير المدى وهو الذي يمس حجم المبيعات. ثم هناك الجانب طويل المدى، الذي يكون في بعض الأحيان أكثر ضرراً، إذ يمس بسمعة وصورة العلامة التجارية لمدة طويلة”.

قرار مقاطعة الشركات الأجنبية ساهم في دعم المنتج المحلي العربي بشكل كبير، ففي مصر بِيع الكثير من المشروبات الغازية المنتجة محليا بكميات كبيرة لم يسبق لها مثيل وهذه الخطوات تساهم في دعم وتنشيط الاقتصاد القومي للبلدان العربية إذا ما سارت الحكومات العربية على هذا النهج.

الخبير العسكري الإسرائيلي”برهام مائير” على قناة 12:

علينا أن نعترف بأن حماس قد انتصرت والاستمرار في المكابرة سيؤدي إلى السقوط الكبير للجيش الإسرائيلي، مشيراً أنه خلال 24 ساعة تم تدمير 25 آلية فإذا فرضنا قتل 3 جنود في كل آلية فالعدد 75 وهي خسارة لم تتعرض لها إسرائيل في تاريخها.

الباحث حسين علي محمود

Leave a Comment